أطفال بأجزاء مفقودة: ما سرقته الحرب من أجسادهم

في غزة، هناك أطفال سبقهم جزء من أجسادهم إلى الجنة. هذه ليست قصة عن البتر، بل عن الطفولة التي تُركت لتواجه العالم ناقصة، وعن الأرواح التي تحاول أن تتعلم المشي من جديد في حياة لا ترحم.

استيقظت… ولم أجد قدمي

يغفو الطفل في حضن أمه، ويستيقظ في سرير مستشفى على فراغ بارد حيث كانت ساقه. لا يفهم ما حدث. كل ما يعرفه هو أن شيئاً منه قد سُرق إلى الأبد. إنها ليست مجرد خسارة طرف، بل هي خسارة اليقين بأن جسده ملكه.

ماما، هل ستنمو قدمي مرة أخرى؟

كيف تشرح لطفل أن ساقه لن تعود؟ كيف تجيب على أسئلة بريئة تمزق القلب:

• “هل سأستطيع الركض مع أصدقائي؟”
• “كيف سأذهب إلى المدرسة؟”
• “هل سأظل هكذا إلى الأبد؟”

أسئلة لا يملك العالم إجابات تخفف من وطأتها.

ألم في طرف لم يعد موجوداً

الألم لا يتوقف عند الجرح. يعيش الطفل “الألم الشبحي”، وهو شعور حقيقي ومؤلم في طرف لم يعد موجوداً. إنه تذكير قاسٍ ودائم بالخسارة، وجسد يرفض أن ينسى ما فقده.

لم أعد أشبه نفسي

عندما ينظر الطفل في المرآة، يرى شخصاً لا يعرفه. يرى نظرات الشفقة في عيون الآخرين. يبدأ في إخفاء جسده، وتتسلل إليه مشاعر الخجل والغضب. إنها حرب نفسية تبدأ بعد توقف القصف، حرب ضد صورته الجديدة في العالم.

لاعب كرة قدم بساق واحدة

الحلم الذي كان يراوده بأن يصبح لاعب كرة قدم، أو فنانة باليه، أو عداءً سريعاً، يصبح الآن حلماً مبتوراً. كل خطوة ناقصة هي تذكير بمستقبل تم اغتياله. إنها ليست مجرد إعاقة جسدية، بل هي إعاقة للأحلام.

---

💪 أبطال لم يختاروا بطولتهم

رغم كل شيء، يحاولون. يحاولون الوقوف، والمشي، واللعب. يحاولون الابتسام. كل طفل مبتور في غزة هو بطل، شاهد حي على وحشية الحرب، وشاهد أبدي على قدرة الروح الإنسانية على المقاومة، حتى عندما يخونها الجسد.

“في غزة، الأطفال لا يفقدون أطرافهم فقط، بل يفقدون أحلامهم بالجري والرقص واللعب. لكنهم لا يفقدون إرادتهم في الحياة.”