نساء غزة بين الفقدان والجوع: صمود أسطوري في وجه حرب الإبادة

12,400 امرأة شهيدة وأكثر من 60 ألف أرملة جديدة في ظل حصار وتجويع ممنهج

رام الله – 12 أيلول/سبتمبر 2025

نساء غزة في ظل الحرب: تضحيات وصراع من أجل البقاء – في تقرير أعدته أسيل الأخرس لـ”وفا” بالتعاون مع اتحاد وكالات الأنباء العربية “فانا”، تكشف قصص النساء في قطاع غزة حجم المعاناة الإنسانية التي تعيشها منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

قصص من قلب المأساة

تقول المواطنة سهام جرابعة من خان يونس: “لقد خسرت كل شيء وأعيش في حسرة وعوز لم أشهدهما طيلة حياتي”. فقدت زوجها وابن زوجها عبد الرحيم (13 عامًا) الذي استشهد مؤخرًا، وتعيش مع أطفالها الثمانية في خيمة مهترئة بلا ماء أو مرافق صحية.

أما نور عاشور، الأربعينية والأم لستة أبناء، فقد استشهد ابنها البكر محسن (19 عامًا) أثناء محاولته جلب الطعام من نقاط المساعدات، ما أدى إلى إجهاضها جنينها من شدة الحزن وسوء التغذية. وتقول: “نزحنا مرات عدة، وفي كل مرة نصطدم بمصائد الموت في طوابير المساعدات”.

أرقام صادمة

  •  عدد الشهداء منذ بدء العدوان يتجاوز 64,455 شهيدًا.
  •  بينهم 12,400 امرأة و10,000 طالب.
  •  نحو 4,700 مفقود من الأطفال والنساء.
  •  النساء والأطفال يشكّلون 75% من ضحايا الحرب.
  •  أكثر من 60 ألف أرملة جديدة و30 ألف يتيم منذ بدء العدوان.
  •  حوالي 2 مليون نازح في غزة، نصفهم نساء.

تصريحات رسمية

وزيرة شؤون المرأة منى الخليلي قالت: “المرحلة الحالية من أصعب المراحل في تاريخ المرأة الفلسطينية، حيث فقدت النساء بيوتهن ومصادر رزقهن وأمانهن دفعة واحدة”.

النساء الحوامل والمرضعات

  •  43% من النساء الحوامل والمرضعات يعانين من سوء التغذية (تقرير منظمة إنقاذ الطفل).
  •  مليون امرأة وفتاة في غزة يواجهن “مجاعة جماعية” (الأونروا).
  •  معدّل الإجهاض ارتفع بنسبة 300% منذ بداية الحرب.
  •  الرعاية الطارئة للتوليد متوفرة فقط في 7 من أصل 18 مستشفى.

انهيار المنظومة الصحية

ممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين ريك بيبركورن وصف الوضع الصحي في غزة بأنه “كارثي”، حيث يعمل أقل من نصف المستشفيات بشكل جزئي، و52% من الأدوية و68% من المستلزمات الطبية نفدت بالكامل.

خبراء أمميون وصفوا ما يحدث بأنه “إبادة طبية”، واتهموا إسرائيل باستهداف العاملين في الرعاية الصحية والمستشفيات عمدًا.

رعب إضافي: الدورة الشهرية بلا مستلزمات

تعاني مئات الآلاف من النساء والفتيات من انعدام الفوط الصحية والمياه النظيفة، ما أجبرهن على استخدام بدائل بدائية كالقطع القماشية، في ظروف تنذر بكوارث صحية وانتشار الأمراض.

وفق تقارير الأمم المتحدة للسكان، يحتاج قطاع غزة إلى أكثر من 10 ملايين فوطة صحية شهريًا، في حين ارتفعت أسعارها إلى 5 أضعاف بسبب الحصار.

صمود رغم المأساة

رغم حجم الفقدان والمعاناة، تؤكد الوزيرة الخليلي أن المرأة الفلسطينية “ما زالت صامدة، تناضل بقدرتها على الاستمرار، وتحول مأساتها إلى مساحة للصمود والبقاء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى